قد تكون الأعراض التنفسيّة كالسُّعال أو ضيق النفس عابرة، لكنّ تفاقمهما أو ظهور أعراض إضافية لاحقًا يستدعي فحص الجهاز التنفسي للاشتباه في أمراضٍ رئوية؛ إذ توضِّح الفحوصات الطبيّة سبب ظهور تلك الأعراض، وتقيس كفاءة الرئتين، وتكشف أيّ تغيُّراتٍ في مجرى التنفس وأنسجة الرئة.
لِذا نُسلِّط الضوء في هذا المقال على اعراض امراض الرئة، وأهم الفحوصات اللازمة لتشخيصها، ودور منظار الشعب الهوائية في تشخيص وعلاج تلك الأمراض.
ما هي أمراض الرئة؟
تتضمّن الأمراض الرئوية المشكلات الصحيّة التي تؤثِّر في قدرة الرئتين على أداء وظيفة التنفُّس وتبادل الغازات، ويُمكن تقسيم أغلب امراض الرئة إلى ثلاثة أنواع:
- أمراض مجرى التنفس: تنشأ عادةً عن ضيق أو انسداد مجرى التنفس؛ ما يُسبِّب صعوبةً في التنفس، مثل: الربو، والتهاب الشعب الهوائية.
- أمراض النسيج الرئوي: تؤثِّر في قدرة الرئة على التمدُّد عند التنفُّس، ما يحدُّ من قدرتها على إمداد الدم بالأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، مثل: التليف الرئوي، والتليف الكيسي.
- أمراض الأوعية الرئوية: تُصيب الأوعية الدموية المُغذِّية للرئتين، ما يُعيق تبادل الغازات بصورةٍ طبيعية، مثل: الانصمام الرئوي، وارتفاع ضغط الدم الرئوي.
وتُعد أمراض الرئة الآتية أكثر شيوعًا:
- الربو.
- الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- سرطان الرئة.
- الوذمة الرئوية.
- الالتهاب الرئوي.
- التهاب الشعب الهوائية.
- الانصمام الرئوي (انسداد أحد الشرايين المغذية للرئتين).
- الاسترواح الصدري (تسرب الهواء في المساحة بين الرئة وجدار الصدر).
اعراض امراض الرئة
تختصّ كل مشكلة تنفسيّة بمجموعةٍ من الأعراض المُميِّزة لها، ولكنّ يكفي ظهور أيٍّ من الأعراض الآتية للاشتباه في أمراض الرئة والحاجة إلى زيارة الطبيب:
- السُّعال المزمن: كحة تدوم لثمانية أسابيع على الأقل لدى البالغين، أو أربعة أسابيع على الأقل لدى الأطفال، وغالبًا ما تشير إلى مشكلة بالجهاز التنفسي.
- ضيق التنفس: صعوبة في النفس خاصّةً عند بذل مجهود ولو خفيف أو حتى وقت الراحة.
- زيادة المخاط: قد تشير زيادة إنتاج المخاط إلى التهاب أو تهيُّج في الجهاز التنفسي.
- الأزيز: صوت صفير مُصاحِب للتنفُّس ينتُج عن ضيق أو انسداد مجرى الهواء.
- السعال الدموي: خروج دم أو مخاط دموي مع الكحة، ويرتبط السعال الدموي بالعديد من المشكلات الرئوية.
- ألم الصدر المزمن: ألم مستمر على مدار شهر أو أكثر، خاصّةً إذا لاحظت زيادته مع التنفس أو السُّعال.
تشخيص امراض الرئة
بناءً على الأعراض التي تُعانيها؛ يُحدِّد الطبيب الفحوصات المطلوبة لتشخيص سبب هذه الأعراض، سواءٌ بتقييم كفاءة الرئتين، أو تصويرهما بتقنياتٍ مختلفة، وصولًا ألى التدخل بمنظار الرئة، وفيما يلي تفصيل ذلك:
اختبار وظائف الرئة (PFT)
مجموعة من الفحوصات تُقيِّم كفاءة الرئتين، بقياس مقدار الهواء الذي يُمكِن للرئتين الإبقاء عليه، وسرعة تدفق الهواء من وإلى الرئتين، وغير ذلك من المؤشِّرات للتشخيص المبدئي أو تقييم خطورة بعض امراض الرئة، إذ تشمل اختبارات وظائف الرئة:
- قياس التنفس: اختبار لقياس حجم هواء الزفير وسرعة خروجه.
- حجم الرئة: اختبار يقيس حجم الهواء الذي تستطيع الرئتان الاحتفاظ به.
- سعة الانتشار: اختبار لتقييم قدرة الرئتين على نقل الأكسجين المحمول في هواء الشهيق إلى الدم.
ويُساعد اختبار وظائف الرئة في تشخيص بعض الأمراض التنفسيّة مثل: الربو، والانسداد الرئوي المزمن، ومرض الرئة الخلالي.
الفحوصات التصويرية
تتميّز بدورٍ محوريٍّ في تقييم حالة الرئتين تشريحيًّا ووظيفيًّا؛ ما يُساعد في تشخيص ومتابعة مختلف امراض الرئة، والكشف المبكِّر عن سرطان الرئة، وفيما يلي أهمّ الفحوصات التصويرية للرئتين:
- الأشعة السينية (X-ray): اختبار بسيط لتصوير الرئتين عند الاشتباه في مرض رئوي، مثل: الالتهاب الرئوي، والتليف الرئوي، والانسداد الرئوي المزمن.
- الأشعة المقطعية (CT): تمنَح صورًا عالية الدقة للرئتين، وقد تُساعد في تحديد سبب ضيق التنفس أو ألم الصدر، وتقييم الكتل الرئوية، وتشخيص بعض الأمراض، مثل: الاسترواح الصدري، والارتشاح البلّوري، والتليف الكيسي، والالتهاب الرئوي.
- الرنين المغناطيسي (MRI): يُكوِّن صورًا واضحةً للرئتين تُساعد في تقييم أورام الرئة، وامراض الرئة الخلالية، والتغيُّرات في الأوعية الدموية واللمفاوية، ولأنّ الرنين المغناطيسي خالٍ من الإشعاع؛ يُعد خيارًا أفضل للنساء الحوامل والأطفال أو عند الحاجة لتكرار التصوير.
- الموجات فوق الصوتية (LUS): تقنية تصوير خالية من الإشعاع تُساعد في تشخيص العديد من أمراض الرئة، مثل: الارتشاح البلّوري، والاسترواح الصدري، والالتهاب الرئوي، وتتميّز الموجات فوق الصوتية بأهميّة بالغة في تشخيص الحالات الطارئة، كما تُساهم في بعض الإجراءات العلاجيّة.
تنظير الرئة (Bronchoscopy)
إجراء محدود التدخل يسمح بتصوير المجرى التنفسي من الداخل، اعتمادًا على منظار الشعب الهوائيّة، ويُساعِد تنظير الرئة في تشخيص الأسباب الكامنة لأمراض الرئة، كما يُظهِر الأورام، وعلامات العدوى، والنزيف، وفرط إفراز المخاط، وانسداد أو ضيق المجرى التنفسي، وقد يُستخدم تنظير الرئة لدواعٍ علاجيّةٍ أيضًا.
ما هو منظار الرئة؟
أنبوب رفيع مزوّد بإضاءة وكاميرا عالية الجودة، يُمرَّر عبر تجويف الفم أو الأنف وصولًا إلى الشعب الهوائيّة؛ لتصوير مجرى الجهاز التنفسي أو علاج بعض المشكلات الصحيّة، وهناك نوعان لمنظار الرئة:
- منظار الرئة المرن: يتمكّن من بلوغ الشعب الهوائية الصغيرة، ويغلب استخدامه للدواعي التشخيصية.
- منظار الرئة الصلب: يقتصر على الشعب الهوائية الكبيرة، ويُستخدم أكثر للدواعي العلاجية.
متى تحتاج إلى تنظير الرئة؟
قد يقرِّر الطبيب حاجتك إلى منظار الشعب الهوائيّة كإجراء تشخيصي في الحالات الآتية:
- أورام الرئة.
- السعال المزمن.
- السعال الدموي.
- الالتهاب الرئوي.
- مرض الرئة الخلالي.
- استنشاق مادة كيميائيّة سامّة.
- ضيق أو انسداد مجرى التنفس.
- ضيق التنفس ونقص الأكسجين.
- أخذ عيّنة من نسيج الشعب الهوائيّة.
كما يُعد منظار الرئة خيارًا علاجيًّا في الحالات الآتية:
- تصريف خُرّاج رئوي.
- غسل المجرى التنفسي.
- إزالة جسم غريب بالمجرى التنفسي.
- تركيب دعامة القصبة والشعب الهوائيّة.
- توسيع مجرى التنفس الضيق أو المسدود.
- علاج بعض أورام الشعب الهوائيّة بالليزر أو الإشعاع.
- شفط السوائل والإفرازات المخاطية والدموية، وإزالة الأورام اللحمية.
كيف يُجرى تنظير الشعب الهوائية؟
يُستخدم منظار الشعب الهوائية في مركز طبيّ أو مستشفى مُجهَّز، وتتمثّل خطوات الإجراء فيما يلي:
- تخدير المريض موضعيًّا أو كُليًّا تبعًا لنوع المنظار المُستخدَم وسبب تنظير الشعب الهوائية.
- إمرار منظار الرئة من الأنف أو الفم مرورًا بالحَلق حتى بلوغ الشعب الهوائيّة.
- تنقِل الكاميرا الخاصّة بالمنظار تصويرًا مباشِرًا للمجرى التنفسي يتابعه الطبيب.
- يسمح المنظار بفحص المجرى التنفسي، وأخذ عيّنات من الأنسجة، أو علاج بعض امراض الرئة.
- عند الانتهاء؛ يُزال منظار الرئة ويبقى المريض تحت الملاحظة الطبية إلى حين زوال أثر المخدِّر، والاطمئنان على سلامته.
عادةً ما يستغرِق تنظير الرئة من 15 دقيقة إلى ساعة، تبعًا لحالة المريض، وسبب التدخل سواءٌ أكان تشخيصيًّا أم علاجيًّا، وفي أغلب الأحوال يُمكنك العودة إلى المنزل في ذات اليوم.
هل منظار الشعب الهوائية آمن؟
بالفعل يحظى المنظار بقدرٍ كبيرٍ من الأمان، بل ويُمكن استخدام منظار الرئة للاطفال عند الحاجة، ولكن قد يُسبِّب تنظير الرئة بعض الآثار الجانبية المحدودة، كالتهاب الحلق والسُعال، ولكن نادرًا ما تحدث مضاعفات خطِرة.
سعر منظار الرئة في مصر
يختلف سعر منظار الرئة تبعًا لعِدّة عوامل؛ كالجودة الطبيّة، وحالة المريض، ونوع المنظار، وطبيعة الإجراء؛ سواءٌ كان تشخيصيًّا أو علاجيًّا، ولذا قد تتفاوت تكلفة منظار الرئة في مصر من حالةٍ لأخرى بعد التقييم الطبي.
متى يُنصَح بالفحص الدوري للرئة؟
يُفضّل إجراء الفحوصات الدورية للرئة للاطمئنان على سلامة الجهاز التنفسي، أو الكشف المبكر عن الأمراض إذا كنت:
- مُدخِّنًا حاليًا أو سابقًا.
- تُعاني أحد أمراض الرئة المزمنة.
- تمتلك تاريخًا عائليًّا للإصابة بأمراض الرئة.
- تتعرّض للتلوث باستمرار في بيئة العمل؛ كالغُبار والمواد الكيميائية.
اطمئن على جهازك التنفسي في مركز ألفا
يُعد مركز ألفا أول مركز متخصص في الأمراض الصدرية بمصر والشرق الأوسط، ويُضم نخبةً من أساتذة الأمراض الصدرية واسعي الخبرة، ويحرص المركز على تقديم خدمات طبيّة عالية الجودة، تجمع بين دِقة التشخيص وفاعلية العلاج، في ظل الاعتماد على أحدث الأجهزة والتقنيات لإجراء فحوصات متكاملة للجهاز التنفسي.
كما يوفِّر مركز ألفا منظار الشعب الهوائيّة لتشخيص وعلاج أمراض الرئة، تحت إشراف فريق طبي متكامل لضمان أعلى مستويات الجودة والأمان. تواصل معنا الآن لمعرفة المزيد عن منظار الرئة وفحوصات الجهاز التنفسي، وحجز موعد الاستشارة الطبية.
المصادر
- Lung disease | MedlinePlus
- Bronchoscopy | MedlinePlus
- Tests for Lung Disease | NHLBI, NIH
- Lung Imaging – StatPearls | NCBI Bookshelf
- Bronchoscopy – StatPearls | NCBI Bookshelf
- Pulmonary Function Tests – StatPearls | NCBI Bookshelf
- Flexible Bronchoscopy | American Thoracic Organization
- Warning Signs of Lung Disease | American Lung Association